Search

المتخيل السردي تصور ذهني يمكن ان يتوافق مع الواقع أو يتنافى معه، ولقد أدرك الأدباء والنقاد منذُ القدم أهمية الخيال والمتخيل في عملية الخلق الإبداعي الأدبي، وعندما وضعنا أيدينا على معانٍ وتعريفات مختلفة من الدلالة الاصطلاحية لبعض المفكرين والبلاغيين والنقاد وجدنا أنها تفاوتت في ما بينها في تحديد ماهيته واختلاف نظرة الواحد منهم عن الآخر عن حقيقة هذا المفهوم ،فكل يعطي رأيه على حسب مذهبه ومعرفته وأيدلوجيته الشخصية، ابتداءً من الفكر الفلسفي القديم وانتهاءً إلى الفكر الفلسفي والنقدي الحديث، ومن هنا سنحاول تسليط الضوء على الاطر التاريخية لمفهوم المتخيل السردي متبعين التسلسل الزمني لأهم الآراء النقدية والفلسفية التي تناولت هذا المفهوم.

مما لا شك فيه أن عملية كشف الآخر لا تتم بمعزل عن الذات، فهما وجهان لعملية واحدة، فكل منهما يسعى الى تحقيق وأثبات وجوده على حساب الآخر، أذ لا وجود للانا الا من خلال الآخر، وحيث أن لكل ثنائية في الفلسفة من علاقة تربط طرفيها لذا فأن العلاقة الضدية تمثل صورة للعلاقات التي تجمع المفاهيم المتضادة أو المتناقضة، لذا فسنحاول فهم تجليات العلاقة بين الأنا والآخر في ضديتها وفقاً لما انتجته أفكار الكاتب جبران خليل جبران في بلورة هذه المفاهيم في حدود مفهوم السرد.