Search

يتناول هذا البحث سيرة الأنا الكاتبة في عمل أدونيس الشعريّ "الكتاب: أمس المكان الآن" بأجزائه الثلاثة (1995, 1998, 2002). وهو عمل يُفتَرض فيه أنّ المتنبي (ت 354هـ) هو مؤلِّفه, ومِن ثَمَّ فإنّ السيرة الشعريّة هي سيرته التي يرويها بلسانه. على انّ البحث لا يبتغي تتبّع أحداث السيرة ومراحلها في حدّ ذاتها, بل قراءتها من جهة كشفها عن حدث الكتابة الذي تصدر عنه, أي الكيفيّة التي تتجلّى فيها دلالة حدث الكتابة من خلال سيرة متنبي "الكتاب" التي تقوم, من هذه الجهة, على ثلاثة استراتيجيّات هي: الإثبات, أي استدعاء عناصر معروفة من سيرة المتنبي التاريخيّ: أحمد ين الحسين الجعفيّ؛ والإبدال, إي تحويل بعض عناصر تلك السيرة وعلاقاتها؛ والإضافة, حيث نقف على عناصر وعلاقات مبتَدَعة لم نعهدها في سيرة المتنبي المعروفة تاريخيّاً. تتآزر هذه الاستراتيجيّات الثلاثة في الكشف عن مغزى إعادة كتابة سيرة المتنبي, ومن ثمَّ عن معنى فعل الكتابة في هذا المستوى من العمل الشعريّ

يتناول هذا البحث الرمز المكاني في قصائد أدونيس القصيرة , أي أنه يدور حول محور يتركب من الأسئلة الآتية: كيف يشكل النص الأدونيسي مكانه الرمزي الخاص ؟ وما تجليات هذا المكان ؟ وما الدلالات الإيحائية التي يثيرها ؟ وقد جاء هذا البحث في محورين مُهِّد لهما بنقطتين : أولهما في مفهوم الرمز الشعري , وقد انطلق في ذلك من مفهوم العلامة اللغوية التي هي الأصل الذي ينبثق الرمز , موضحاً إياه عن طريق التحوّل الذي تشهده العلامة لدى دخولها حيز النص الشعري بتجاوزها دلالاتها الأولى , والإيحاء بدلالات جديدة. وثاني النقطتين تتعلق بمفهوم المكان وعلاقته بالإبداع والأهمية التي صار يحضى بها في النص الشعري المعاصر , والكيفية التي يتجاوز بها المكان واقعيته وحسيته , ليغدو رمزاً مبطناً بالمعنى ومولداً له . وكان المحور الأول من البحث بعنوان ( المكان الواقعي رمزاً ) , تناول المكان الواقعي الذي قام النص الأدونيسي بترميزه , وقد كان لهذا المكان تجلٍّ واحد في القصائد القصيرة هو مدينة ( دمشق ) التي انحدر الشاعر منها , وقام بترميزها في نصوص قصيرة متعددة , متجاوزاً بها إطار الواقع إلى آفاق المعنى المجرّد . أما المحور الثاني فكان بعنوان ( المكان المبتدَع رمزاً ) , وقد تناول الدوال المكانية التي يقوم الشاعر بترميزها من غير أن تكون لهذه الدوال أية مرجعية خارج النصّ , إذ تلتحم داخله مع ما توحي به من الدلالات التي لا يبدو لها طابع مكانيّ خارج النسق الرامز , فهي دوال مجتلبة من اللغة لا من الواقع . أي ان هذا المحور يتعلق بالدوال المكانية التي يعبر بها الشاعر عن بعض الدلالات المجرّدة غير المكانية , مسبغاً عليها طابعاً مكانياً تؤسسه الرؤيا الإبداعية . وقد كانت تجليات هذا النوع من الرمز في القصائد القصيرة متعددة, وهي متنوعة الإيحاءات , ومتباينة الدلالات , وفيها نلمس تمثلاً واضحاً لتنظيرات الشاعر الإبداعية , ومقولاته الواصفة , ولعلّ هذا التمثل هو أبرز ما يدرجها في منظومة الرموز التي تتوافر عليها تلك القصائد القصيرة.

This paper deals with the biography of the writing self in Adonis's poetic work " Al- Kitab" in its three volumes (1995 , 1998 , 2002). A work wherein Al- Mutanabi is supposed to be its author, hence; the poetic autobiography is his own which he tells himself. The paper doesn’t interest in the events and phases of the autobiography in its own right, but it concerns itself with the event of writing from which it comes out, i.e. how the significance of the event of writing manifests itself through the autobiography of Al- Mutanabi in Al- Kitab. The paper points out three strategies which the event of writing consists in: Bringing and confirming some elements of Al-Mutanabi's historical biography, Replacing other elements and relations in that biography and Adding new elements and relations which are not found the famous historical biography. These three strategies cooperate with each other to reveal the significance of the rewriting of Al-Mutanabi's biography and then the whole meaning of the act of writing at this level. [ABSTRACT FROM AUTHOR]